❗خاص❗ ❗️sadawilaya❗
بقلم حمزة العطار
شهران ونيف خيضت فيهما حرب ضروس قضت على الكثير من إمكانات وقدرات وهدفت إلى السحق الكامل لخط المقاومة وسحق الوجود الشيعي في لبنان، فعاش معها اللبنانيون دماراً وقتلاً كبيرين، أسفرا عن عدد كبير من الشهداء المقاومين والمدنيين في مقدمتهم نال سيد المقاومة، الشهيد الاقدس السيد حسن نصرالله(قدس) هذا الوسام وإلتحق حيث يريد، فتراءى لبعض الداخل والخارج أن هذه المقاومة انتهت وهي تنازع وفي أيامها الأخيرة وقد حانت ساعة التغيير والسير في ركب دول طبعت وتواطئت مع الصهاينة وبات لزاماً على لبنان واللبنانيين, بمن تبقى منهم، أن يوقعوا كما الآخرين ويحذون حذوهم وقد بدت كثيرٌ من أفعال وأقوال الداخل والخارج تؤكد هذه النظرية، إضافة إلى تبديل البعض للبندقية من كتف نحو آخر، تمهيداً لتموضعهم الجديد، ولكن مهلاً، هل حقيقة تم القضاء على المقاومة وإنهائها عسكرياً ؟!!
سؤال ما بارح خواطر الكثيرين من المحبين ومن المبغضين أملاً بزوال المقاومة لمن كرهها، وحرصاً ودعاءً لمن احبها، فما هي الحقيقة وأين باتت المقاومة اليوم ؟
منذ بزوغ بشائر ايقاف القتال بين لبنان وإسرائيل ولا تزال الروايات تخرج، والمولولون يكثرون، نعياً لحقبة عمرها أربعون عاماً ونيف، وبات الحديث بما بعد المقاومة ومن سيكون راعياً وقائداً للركب الشيعي المتبقي، وقد دار الغمز في غير مناسبة عن خلاف كبير بين الرئيس نبيه بري وقيادة المقاومة والسير في افتراق عن طريق واحد، الأمر الذي قال عنه الرئيس بري، أنه والحزب لا يعلمون بهكذا خلاف، مكذباً كل افتراء أو تضليل حصل .
ترافقت الاشاعات، بتهويل منقطع النظير، مرة خارجياً عبر أميركا ووكلائها، وتارة عربياً عبر بعض الخليج المتخاذل، وطوراً داخلياً، عبر بعض الأبواق المأجورة التي بصمت تاريخها القديم بالعمالة، أو أنها أخذت العمالة حديثاً طريق حياة أملاً في المتغيرات القادمة .
شيئاً فشيئاً، بدأت الأفواه تُكَم، والأصوات تخفت، وبات بعض المتابعين الذين خبروا المقاومة سابقاً يعلمون خطاياهم التي جعلت من ذنوبهم ما قد لا يُغتفر، فسكنوا وبدأوا العودة إلى رشدهم، مع وجود قلة إما حاقدة أو جاهلة، لا تزال تغني نفس السمفونية التي ياتت حتى أميركا تملُّ سماعها عن نهاية وشيكة لهذا التنظيم وخسارة مدوية تعرض لها، لن تقوم له قائمة بعد الان .
لماذا أميركا ملّت هذا السماع ؟، لأنها باتت على يقين من قدرات لا تزال موجودة وأخرى قد اكتمل ترميمها أو في طور الانتهاء وأن هذا التنظيم الذي ظنوا أنه انتهى،خيب حدثهم وتوقعاتهم، وكذب عليهم مخبريهم اللبنانيين، والحقيقة أنهم لا يزالون يملكون الكثير، إضافة إلى ترميم ما قد استُهلك أو دُمر، بالإضافة إلى الحصول على أنواع أخرى وجديدة من الأسلحة التي لم تكن في حساباتهم وستغير معادلات إن شاء الله .
لست في معرض الافتراض والتمني هنا، بل أبني كلامي على وقائع يظهر بعضها بتجلٍ ووضوح لمن أراد أن يتابع بدقة وموضوعية .
وبالحديث مع بعض الضباط الميدانيين في القيادة الصفراء، يؤكدون حقيقة هذه الوقائع، كما يؤكدون أن هناك الكثير من المفاجآت التي لم يتسنَ لهم إظهارها طيلة شهري الحرب، لأسباب متعددة لسنا في وارد الحديث عنها الان، واليقين بإمتلاك قدرات كاسرة لمعادلات سابقة هو العدوان الاسرائيلي المتكرر شبه اليومي على بعض جغرافية لبنانية متنوعة الاماكن، إضافة إلى الاصرار المميت على نزع السلاح، فكيف يعقل أن تتم المطالبة بنزع سلاح قد تم القضاء عليه، أو كيف تتم الإغارة على مخازن قد دُمرت حسب زعمهم؟!، إذن الثابت اليقيني أن هذا السلاح الذي يرعبهم لا يزال موجوداً وأن القدرات يُعاد ترميمها، وأن المقاومة جاهزة لأي عدوان غادر قد يطال لبنان .
أكثر من يستشعر بخطر المقاومة اليوم، هم الصهاينة من سكان الشمال الفلسطيني، الذين لا يجرؤون على العودة إلى منازلهم رغم المغريات الكبيرة والتطمينات الأكبر من حكومتهم لهم، لأنهم يعرفون أن حكومتهم تكذب، وأن المقاومة، لا زالت قوية، وتتعافى بسرعة، صحيح أنها تعرضت لفقدان الكثير من قادتها ومقاتليها، لكنها لم تنكسر وهي صامدة، ثابته، وكل الأحداث تؤكد ذلك، ولن أتطرق كثيراً إلى ما يؤكد ذلك سوى الثبات على الموقف لجهة انتخاب رئيس للجمهورية تريده قريباً من الجميع، لا رئيساً تصادمياً معها أو مع أحد، حتى نالت ما تريد .
المراقب والمتابع لسير ما يجري، والمتعاطي والناظر لكل الأحداث بعين الحيادية، يتأكد من حقيقة ما أسرده، ويعلم علم اليقين، بأن قدرات كثيرة مؤلمة لإسرائيل لا تزال متوفرة، وقدرات أخرى في طور الترميم، وأن هذا الحزب قد استعاد عافيته العسكرية ورمم تشكيلته وملأ الفراغ في كل قادته الذين استشهدوا، وربما يفاجئنا قريباً، بأفعال تعيد توازن الرعب الذي كان، وتجعل من الصهاينة يقفون على " إجر ونص " كما قالها الأمين الشهيد سابقاً .
أكرر ليست أوهام ولا تمنيات، بل هي حقائق، يقرأها ويراها ويتلمسها، كل من قرر الغوص في تلك الأحداث وما بعدها بدقة وموضوعية .
المقاومة لا تزال قوية وبخير وهي استعادت بناء تشكيلاتها وقدراتها وإمكاناتها، وأكثر من يعرف تلك الحقائق هي إسرائيل وأميركا، رغم كل السرديات التي يخيفوننا بها .
قديما توكلنا على الله وعلى حزبه، وقد صدق توكُلنا وما خاب، واليوم نؤكد التوكل من جديد ونحن نعرف، ان لله جنوداً اذا أرادوا.. أراد، يمكننا الاتكال عليهم بعد الله، لأننا خبرناهم، أهلٌ للصبر والتحمل وصناعٌ للنصر الدائم، ونعهدهم دائماً بالنصر الدائم ونحن الذين خبرناهم سابقاً ولم يخب يوماً رجاؤنا بهم ولن يخيب .
إنهم يرونه بعيداً، ونراه قريباً بإذن الله .